الثلاثاء، 20 مارس 2012

هـوامــش حـرة البابا شنوده.. رصيد من الحب بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
البابا شنوده.. رصيد من الحب

بقلم: فاروق جويدة

...
خسرت مصر عاشقا من عشاقها الكبار.. رحل البابا شنودة تاركا في كل ربوعها رصيدا من الحب سوف تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل..

كل شيء في مصر أحب هذا الرجل المسلمون قبل الأقباط والأشياء قبل البشر.. كان إنسانا بكل ما تحمل الكلمة من المعاني والصفات والفضائل الإنسانية الجميلة.. كان شخصية ثريه في تكوينها وثقافتها ووضوحها الشديد.. كان رمزا دينيا للأخوة الأقباط ولكنه كان رمزا مصريا لكل المصريين.. أحب هذا الوطن بكل جوانحه وكان مؤمنا بكل ذرة تراب فيه.. تستطيع أن تراه في كل شيء.. تراه رجل دين من طراز رفيع في الفهم والوعي والرسالة.. متوحد مع أبناء دينه في كل بيت وكل كنيسة.. وكل دير.. مواطن مصري يحمل هموم الملايين من فقراء هذا الشعب.. لم يكن بعيدا عن السياسة واحترق بنيرانها فترات طويلة دفاعا عن الإنسان وكرامته.. يعشق اللغة العربية ويؤمن إلي أبعد مدي بأن الثقافة العربية هي النبع والغاية أمام العرب جميعا بكل دياناتهم وأوطانهم.. يؤمن بوحدة الكون والإنسان مهما اختلفت اللغات والعقول والأفكار.. درس التاريخ وسافر في آفاقه زمنا طويلا خاصة تاريخ بلاده ودرس الأدب الانجيزي وأنضم إلي جيش مصر ضابطا فيه ثم عضوا بنقابة الصحفيين لأنه من عشاق الكلمة وكان زائرا دائما لحدائق الشعر يغني فيها أحيانا ويطرب معها في معظم الأحيان.. جمع البابا شنوده وقار رجل الدين.. وتساؤلات صاحب الفكر وحيرة الشاعر وضمير القديس وكان إنسانا في كل هؤلاء.. في شخصيته بساطه غريبة ويقين ثابت وبشاشة جمعت صفاء نفسه وشفافية روحه.. التقيت به لأول مرة في عام86 تحدثنا يومها في كل شيء في الشعر والأديان والفن والفلسفة كان منظومة فكرية متعددة الجوانب والألوان جمع فيها تراث وطن عظيم وحضارة أمة خالدة.. كل شيء في مصر سوف يفتقد البابا شنودة الناس والأرض والأشياء رحل ابن بار من أبناء مصر العظام..
fgoweda@ahram.org.eg
http://www.ahram.org.eg/842/2012/03/18/11/137979/219.aspx
See More

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القرأن الكريم