الأحد، 12 فبراير 2012

تلومني الدنيا .... نزار قباني

تلومني الدنيا اذا أحببته
وكأنني أنا خلقت الحب وأخترعته
كأنني أنا علي خدود الورد قد رسمته
كأنني أنا التي للطير في السماء قد علمته
وفي حقول القمح قد زرعته
وفي مياه البحر قد ذوبته
وكأنني أنا التي كالقمر الجميل في السماء قد علقته
تلومني الدنيا اذا سميت من أحببت او ذكرته
كأنني أنا الهوي وأمه وأخته
هذا الهوي الذي أتي من حيث ما أنتظرته
مختلف عن كل ما عرفته
مختلف عن كل ما قرأته
وكل ما سمعته
لو كنت أدري أنه نوع من الأدمان ما أدمنته
ولو كنت أدري أنه باب كثير الريح ما فتحته
لوكنت أدري أنه عود من الكبريت ما أشعلته
هذا الهوي أعنف حب عشته
فليتني حين أتاني فاتحا يديه لي رددته
وليتني من قبل أن يقتلني قتلته
هذا الهوي الذي أراه في الليل علي ستائري
أراه في ثوبي
وفي عطري
وفي أساوري
أراه مرسوماعلي وجه يدي
أراه منقوشا علي مشاعري
لو أخبروني انه طفل كثير اللهو والضوضاء
ما أدخلته
لو أخبروني انه سيكسر الزجاج في قلبي
لما تركته
لو أخبروني انهسيضرم النيران في دقائق
وسيقلب الأشياء في دقائق
وسيصبغ الجدران بالأحمر والأزرق في دقائق
لكنت قد طردته
يا أيها الغالي الذي أرضيت عني الله اءذ أحببته
هذا الهوي أجمل حب عشته
أروع حب عشته
فياليتني حين جاءني زائرا
بالورد كنت طوقته
وياليتني حين أتاني باكيا
فتحت أبوابي له وقبلته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

القرأن الكريم